من خلف قضبان الالم والحزن في الصدر احتدم
والليل اسدل ستره والقيد يرزح في القدم
ألف السكون وصمته وانين قلب مضطرم
طافت به الذكرى فما الفت سوى الدمع انسجم
ناجاه صمت الليل يا ليثا جسورا قد قدم
ما باله انقطع الزئير فلم تناجيه للقمم
ما بالها ارتطمت رياحك وانثنى السيل العرم
ما بالها ارتسمت على عينيك ايات السقم
قد كنت سيفا مصلتا نار محتة يد السأم
قد كنت شهما غاضبا ألف المذلة في النعم
تمضي تنير لنا الطريق مجاهدا ليل السحم
ما هاب هول عتادهم فلكم اغار وكم غنم
قل لي بربك مالذي ارداك في بحر النقم
او انت من تقف الدنا حقدا عليه ويبتسم
فاجابه صوت الانين وحشرجت لغة الكلم
هذا هو الليث المكبل في سراديب الطلم
هذا هو الذي عاف المنام لاجل ثكلى لم تنم
هذا هو الذي القى عصا الترحال رهنا في الحمم
هذا الذي يفدي الجهاد فداؤه روح ودم
والان وا اسفي عليه غريق بحر ملتطم
لم ينبري احد له لم يفتدوه اولوا الشيم
تركوه في ظلماته والليل بالكيد ادلهم
هجروه ما سلوا له سيف النكاية ينتقم
لكنه رغم القيود ورغم الاف التهم
سيظل ينبض عزة من خلف قضبا الالم